إحياء ذكرى انقلاب 15 تموز في تركيا

  • 16.07.2020

 

احتفلت تركيا أمس الأربعاء، بيوم "الديمقراطية والوحدة الوطنية"،إحياءً للذكرى الرابعة لفشل المحاولة الإنقلابية بتاريخ  15 يوليو/ تموز 2016.

في هذا اليوم تختلط مشاعر الفرح بالحزن ، إذ يتذكر الأتراك أبناءهم الذين استشهدوا  دفاعا عن وطنهم.

إذ شهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/ تموز 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "غولن"، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

تمت عملية إحباط الإنقلاب خلال 15 ساعة فقط ، بسبب تكاتف الشعب التركي بكل مكوناته واتجاهاته

بدأ الأمرفي الساعة العاشرة من مساء ذلك اليوم إذ سُمع دوي إطلاق نار داخل مقر رئاسة الأركان القريبة من ميدان "كزيلاي" وسط العاصمة، تلاه إطلاق نار من إحدى المروحيات باتجاه جنود معارضين للانقلاب في محيط المقر.

سيطرت مجموعة من الجنود على مقر الأركان، ومبنى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في منطقة أوران، وتم إغلاق جسري "البوسفور"، و"السلطان محمد الفاتح" .

23.30: اتصل رئيس الوزراء بن علي يلدريم، بإحدى القنوات التلفزيونية المحلية، معلنًا أن ما يجري هو "محاولة انقلاب على يد مجموعة داخل الجيش"، مشدّدا أنه "لن يُسمح بحدوث ذلك، وسيدفع القائمون عليه ثمنًا باهظًا".

وفي الساعة الحادية عشرة تم الإعلان عن أسر رئيس الأركان خلوصي أكار، على يد مجموعة من الجنود المشاركين في محاولة الإنقلاب.

أعلنت مصادر أمنية في تمام الساعة الثانية عشرة أن محاولة الانقلاب تجريها مجموعة من الضباط المنتسبين إلى منظمة فتح الله غولن المتغلغلة داخل الجيش.

أجبر الانقلابيون موظفي مؤسسة الإذاعة والتلفزيون على قراءة بيان انقلاب، لتعلن الرئاسة فيما بعد أن "البيان لم يصدر باسم رئاسة الأركان"، داعية المواطنين إلى التزام الدقّة حيال هذا الشأن، أعقب ذلك انقطاع البث التلفزيوني

في تلك الأثناء كان الرئيس رجب طيب أردوغان في طريقه إلى مطار أتاتورك الدولي في مدينة إسطنبول قادما من مدينة مرمريس التابعة لولاية  موغلا غربي البلاد،.

اتصل أردوغان بإحدى القنوات التلفزيونية وأدان محاولة الإنقلاب، داعيًا الشعب للنزول إلى الشوارع،

ودفع نداء أردوغان حشود الشعب إلى التوافد نحو مراكز المدن تعبيرًا عن رفضهم للانقلاب.

أعلن المدعي العام في إسطنبول علي دوغان، فتح ملف التحقيق الأول حول محاولة الانقلاب، وقال إنه سيتم اعتقال الجنود المنتشرين في المدن.

في نفس الساعة هاجم الانقلابيون مقر مؤسسة البث الفضائي في منطقة "غول باشي" بأنقرة، باستخدام مروحية عسكرية تركية، بعد قطعها البث عن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون.

وتعرض مقر مديرية الأمن العام في أنقرة لهجوم المقاتلات الحربية والمروحيات العسكرية، ليعلن وزير الدفاع التركي أن ما يجري هو "محاولة انقلابية يقودها مجموعة من الضباط في القوات المسلحة". لتعقد بعدها جلسة طارئة للنواب في مبنى البرلمان.

في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل بدأت قوات الأمن بتوقيف الجنود المشاركين في الإنقلاب .

خلال ذلك تعرضت رئاسة دائرة القوات الخاصة لقصف جوي من قبل الانقلابيين، ما أسفر عن استشهاد 17 عنصرًا من الشرطةو إسقاط مقاتلة تركية من طراز "إف-16" لمروحية عسكرية من طراز "سيكورسكي" كانت تحت سيطرة الانقلابيين.

تم القبض على 13 عسكريًّا انقلابيًّا، بينهم 3 ضباط، حاولوا اقتحام المجمع الرئاسي في أنقرة، وفي الوقت ذاته أعلن المستشار الإعلامي لجهاز الاستخبارات، نوح يلماز "إجهاض المحاولة الانقلابية".

أجبر الموقف الشعبي في ذلك اليوم  الآليات العسكرية لتي كانت تنتشر حول تلك المقرات على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي أسفر عن استشهاد قرابة 248 وإصابة ألفين و196 آخرين.

 

Sosyal Ağ

Yorumlar