الأطباء السوريون في تركيا بين الوعود وقلة الفرص

  • 09.04.2018
يظن البعض أن الطبيب يتمتع بفرص في الحياة أوفر من غيره، ودروبه مفروشة بالورود، ولكن في حالة الحرب تقل الفرص وتندر أمام كل إنسان، والطبيب السوري الذي هرب من ويلات الحرب في بلاده ولجأ إلى تركيا، وبعد مضي 7 سنوات، لاتزال دروبه مليئة بالشوك والعوائق
وللحديث أكثر عن أسباب هذه العوائق، وكيف يمكن تجاوزها؟ حاورت جريدة حياة تركيا الطبيب السوري محمد خبي “طبيب عام “ في عيادته في إسطنبول، ونقلت لكم أهم ما جاء في الحوار
لماذا بقي عدد كبير من الأطباء السوريين في تركيا بالرغم من الفرص المتاحة لهم في أماكن أخرى؟
غالب الأطباء يريدون البقاء في تركيا بسبب قرب المجتمع التركي من المجتمع السوري، خاصة في الاتجاه الديني، هذا ما يجعلهم يفضلونها على غيرها من البلدان
ما أهم الصعوبات التي تواجه الطبيب السوري في تركيا؟
الأطباء السوريين قدموا أوراقهم لتعديل شهاداتهم، ولكن من ضمن خطوات تعديل الشهادة في تركيا مراسلة البلد المصدر للشهادة للتأكد من مصداقيتها، وبسبب انقطاع التواصل بين الحكومتين السورية والتركية هذه الخطوة أعاقت الطبيب السوري، وأدت لإحداث  شلل وظيفي له في تركيا، مما اضطر بعض الأطباء للعمل في مجالات أخرى لا علاقة لها بالطب، من أجل تأمين لقمة العيش، وقلة من الأطباء حاولوا إيجاد بعض الطرق لمعادلة الشهادة عن طريق سفارات أخرى بجهد شخصي
مع من تواصلتم هنا في تركيا لتوصيل صوتكم ؟
تواصلنا مع إدارة صحة إسطنبول، وإدارات المشافي، وبعض الجامعات، من أجل توصيل أفكارنا، لكي يستفيدوا من خبرات الأطباء السوريين الموجودين في تركيا وقدمنا كتاب رسمي لإدارة الصحة في إسطنبول، وشرحنا وضعنا بشكل كافي، ولقد استوعبوا مشاكلنا، وتعاطفوا معنا، وأخبرونا بأنهم سيقومون بدراسة الموضوع، وإيجاد فرص عمل للأطباء السوريين، ولكن لم نصل إلى نتيجة عملية معهم حتى الآن ولا نعرف لماذا
ما سبب توقف المشروع الذي كان يسمح للأطباء بالعمل ضمن مراكز تابعة للجمعيات الأهلية التي تعنى بشؤون اللاجئين؟
سمحت إدارة الصحة بإسطنبول لبعض الجمعيات أن تفتح مراكز لمعالجة المرضى، هذه الجمعيات وظفت عدد من الأطباء السوريين، ولكن هذا المشروع لم يستمر وطالبوا الجمعيات بإغلاق المراكز، والسبب يعود إلى توقيع قرار أو اتفاقية تعاون بين تركيا والاتحاد الأوربي، من أجل تشغيل الأطباء السوريين في مراكز صحة الشعب التركية، لمعاينة المرضى اللاجئين السوريين أو الأجانب، وتفاءلنا بهذا القرار، ولكن التطبيق اختلف تماماً عن ما كان مقرر، وأنا أتكلم هنا عن إسطنبول، منذ سنتين حتى الآن لم يأخذوا سوى 30 طبيب في أول دفعة من أول قرعة أجروها، شارك في القرعة قرابة الـ 200 طبيب، وبعد 10 أشهر أخذوا 3 أطباء في القرعة الثانية
ومن توظف كان مقرر حسب الوعود  أن يكون راتبه الشهري أقل بـ10% من راتب الطبيب التركي، إلا أنه في الواقع كان أقل بـ 50% 
ماذا عن المراكز والعيادات التي تعالج السوريين وهي غير مرخصة ؟
لاشك وزارة الصحة التركية تعرف بوجود هذه المراكز والعيادات وتغض بصرها، البعض يفتح عيادة في منزله، ويتدبر أمره مؤقتاً على أمل أن تجد له الحكومة التركية حلول عملية، تجعله يمارس مهنته بشكل قانوني وضمن ترخيص نظامي
برأيك كيف يمكن تجاوز هذه العقبات؟
يوجد  تقريباً 400 مركز لصحة الشعب في إسطنبول، واللاجئ السوري يعاني بالعموم من التواصل مع الطبيب التركي في المراكز بسبب اللغة والعكس صحيح، إذاً استيعاب عدد معقول من الأطباء السوريين داخل هذه المراكز سيسهل الكثير على اللاجئين والأطباء والمراكز معاً
فراس الراعي - جريدة حياة تركيا

Sosyal Ağ

Yorumlar