يقول" محمد فارس " أول رائد فضاء عربي سوري ,أن رائد الفضاء ينظر للعالم نظرة موحدة ويراه بطريقة إنسانية أكثر من غيره ويعتبر أن الأرض بيت واحد لكل الناس .
محمد أحمد فارس هو أول رائد فضاء عربي سوري من مدينة حلب انطلق إلى الفضاء وكانت وجهته المحطة الفضائية " مير " مع اثنين من رواد الفضاء الروس ضمن برنامج للتعاون في مجال الفضاء بين سوريا والإتحاد السوفييتي
شارك محمد فارس في الترتيب والإعداد للرحلة مع مجموعة من زملائه ,سبق التدريب عدة اختبارات في سوريا ومن بعدها في مدينة النجوم في روسيا , وكانت رحلة فضائية علمية مشتركة أطلقت إلى الفضاء الخارجي بتاريخ 22-7-1987 بواسطة المركبة الفضائية
أنجز رائد الفضاء محمد فارس ثلاث عشرة تجربةعلمية كان قد تم الإعداد لها عبر فريق من العلماء السوريين , وكانت عبارة عن تجارب كيميائية وفيزيائية وطبية وتجارب استشعار عن بعد تمت على متن المحطة الفضائية " مير "
إلى الأرض بعد أن قضت في الفضاء مدة 7 أيام و23 ساعة و 8 دقائق
رائد الفضاء محمد فارس خرج بسبب ظروف الحرب من بلده الأم ليختار العيش في تركيا وهو اليوم يقدم خلاصة علمه وخبراته للمدارس والجامعات والمراكز العلمية التركية بكل محبة كما كان يقدم لبلده سوريا من قبل .
- جريدة " حياة تركيا " زارت رائد الفضاء محمد فارس وأجرت معه الحوار التالي :
لماذا اخترت الإقامة مع عائلتك في تركيا وفي اسطنبول بالذات ؟
المجتمع التركي يشبه المجتمع السوري كثيرا , والحياة في تركيا مريحة بالنسبة لي ولعائلتي بسبب التقارب الكبير في العادات والتقاليد و التأقلم مع الحياة في تركيا أسهل وأسرع بالنسبة لي من التأقلم مع الحياة في الدول الأوربية وغيرها, إضافة إلى أن اسطنبول تشبه مدينتي حلب إلى حد كبير وأرى أن اسطنبول وحلب شقيقتان
نسمع دائما عن نشاطاتك في المدارس والمعاهد والجامعات والمراكز العلمية في تركيا , حدثنا عن هذه النشاطات
لا يوجدفي تركيا رائد فضاء لذلك يسعدني أن أنقل تجربتي كرائد فضاء سوري إلى الأطفال والطلاب الأتراك وقدألقيت مئات المحاضرات في الجامعات والثانويات و المراكز العلمية التركية
رائد الفضاء ينظر للعالم نظرة موحدة ويراه بطريقة إنسانية أكثر من غيره ويعتبر أن الأرض بيت واحد لكل الناس
هل تقتصر نشاطاتك على مدينة اسطنبول أم أنك قمت بنشاطات في ولايات تركية غيرها ؟
أكثر نشاطاتي هنا في اسطنبول لكن أدعى دائما لإلقاء محاضرات في مركز علمي متطور في بورصا , إضافة إلى نشاطات في أنقرة وغازي عينتاب وعدة مدن تركية
كيف ترى وضع السوريين في تركيا ؟
توجد إيجابيات وسلبيات بالنسبة للسوريين فبسبب الحرب خرج السوريون من بيوتهم بشكل سريع جداوتركوا وراءهم كل شيئ وجاؤوا إلى تركيا وكانت أوضاعهم صعبة في البداية والجميل في الأمرأن الإخوة الأتراك تعاملوا معهم بشكل أخلاقي وإيجابي وتفهموا وضعهم
والتقارب السوري التركي بدأ يأخذ منحى إيجابيا أفضل من السابق وأكثر فاعلية
هل توجد سلبيات فيما يخص أوضاع السوريين ؟ ومالذي تطلبه من الحكومة التركية بشأنهم ؟
السلبيات أقل من السابق بكثير لكن ماتزال موجودة , ونتمنى من قوى الأمن التجاوب أكثر مع هموم السوريين وإيجاد حلول لهم خاصة بالنسبة لموضوع الكيملك فالإزدحام الشديد وعدم التنظيم يعد مشكلة كبيرة فهناك الأطفال وكبار السن ومن يعانون مشاكل صحية
لايحتملون الوقوف والإنتظار لفترات طويلة جدا للحصول عليها
أمافي المجال الخدمي الصحي , فلاشك أن الإخوة الأتراك يقدمون ماباستطاعتهم لكن نتمنى تفهم أوضاع السوريين في المشافي بشكل أفضل
ومن ناحية العمل فبعض العمال وليس الكل لا يحصلون على أجورهم من أرباب العمل، نأمل أن توجد حلول لمثل هذه الحالات لضمان حقوق العامل السوري
وبالنسبة لموضوع التعليم أصبح أفضل من قبل بكثير بعد دمج الأطفال السوريين في المدارس التركية
المجتمع السوري بشكل عام مجتمع متحضرومتطور والتجاوز الذي حصل من قبل بعض السوريين يمثل حالات فردية قليلة جدا ولايمثل كل السوريين
كلمةأخيرة توجهها للحكومة التركية
نأمل من الحكومة التركية أن تتفاعل بشكل إيجابي مع هموم السوريين وبالتأكيد نتمنى كل الخير لتركيا حكومة وشعبا
رولا سلامه - جريدة حياة تركيا